العرض في الرئيسةفضاء حر

الحرب تحول كل شيء انساني وجميل الى جحيم محتوم

يمنات

فارس العليي

يتحول الناس في الحرب الى بواخر شحن مليئة بالاحقاد والضغائن يراكمونها و يقضون فترة طويلة بحثا عنها ، انهم يتحولون بالطبيعة الانسانية الى جهتها الاسوأ ، يستخرجون من بواطن الكون الروح الشريرة ثم يطلقونها في فضاء الحرب حيث تتغذى كلما هو انساني وكلما هو جميل ورائع.

يكبر الظلم ويحلق الظلام جناحين يا هاجس الطير .. هكذا تحتد الألفاظ نفسها البذيئة والقاهرة وتنقع آسنها في رواكد الفكرة ، الى ان تسيطر على روح اللغة وها هم بالأمس صفقوا لقتل طفلة و امها واليوم صفقوا لمعركة جزوا فيها بعضهم وتنافخوا نصرا سحيقا للقبح ، وغدا سيصفقون لقتل الأرض وبعد غدا سينتهي حال الحرب تلقائيا لأننا قد انتهينا عن بكرتنا .

هذا المأزق الإنساني الخطير كتب عنه الفيلسوف العبقري سبينوزا وهو الفيلسوف الذي وجد في الحرب فرصة للتأمل في الطبيعة البشرية، و وصفها بشكل مخيف جدا حينما عرى أفعال الساسة وتجار الحروب والشعارات الوطنية الزائفة .

أن الأخطر في الأمر تحول المجتمع واقحامه في هذه البوتقة إذ تصبح الحرب نتيجة ضغائن وظلم ومفاسد يبررها المجتمع نفسه ومن ثم ينتجها لاحقا ، ويرافق ذلك تطور مفرداتها بشكل ﻻفت حد الدهشة من قدرتهم الجماعية على استجداد الفاظ خاصة بالحرب والبؤس جميعها تنتهك ليس الإنسان وحسب بل و الحياة برمتها .

تتغذى الحرب من الفقر والبطالة والفساد ويتحول كل شيء الى جحيم محتوم ، يفترش الناس خطط لإشهار الأكاذيب و الأباطيل وكيد بعضهم البعض ، يلوكون احزانهم وانسانهم قليلا قليلا.. و قليلا ، الى ان ينتهي رصيد الإحساس وﻻ يبالون بعدها بإي فقدان من قريب او بعيد كان، إنها قدرة الشر الفاغر فوهته الكونية ، الشر كون كبير يحاذي الخير ويكبره بكثير وهو بطبيعته طماع ، شرهه ﻻ يشبع ، ﻻ يكل وﻻ يمل ، جهنم ليست الا صورة منه ، هو أكبر من جهنم لإنهاء ليست سوى نتيجه منه ، الشر يدمر الفرد والمجتمع والدولة والزرع ، يبطل الماء والمطر والعمل والحب ، والموسيقى
…………. واحساس العسل ..

في النهاية ، الشر : عندما نذهب للموت وﻻ تبكي الأمهات وﻻ الزوجات او الاوﻻد علينا ، تخيلوا ماذا تبقى لنا كي نعيشه ؟ تخيلوا لمن ستبقى هناك الوردة والعطر و الحبيبة ؟ لمن سيلوح الأبناء بأكفهم في غياب آبائهم الموتى ؟

على من ستطل نافذة الجميلات وقد مات الشباب دون هدف ومقصد يتفاخرنه النساء قبل الأحفاد؟

الشر : ان تنسوا كل الجمال والحب والوطن والله ، لتتذكروا الشيطان والخيانة والحقد والقبح .

كيف ستعيشون مع الشر أيها اليمنيون التعساء ، كيف ؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى